السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة على الحبيب الهادى محمد صلى الله عليه وسلم
توحيد الألوهيه أوتوحيد العباده
هو افراد الله تعالى وحده بالعبادة كلها
فهو افراد الخالق عز وجل واختصاصه بسائر العبادات الظاهرة والباطنة
قولا و عملا دون غيره
ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان وعدم الاشراك به في اي شيء .
توحيد الألوهيه
هو أعلى مراتب التوحيد وهوالذي بدأ به كل رسول دعوته
وهوالذي من اجله شرع الجهاد وقامت الحرب بين الموحدين والمشركين
وعليه يقع الجزاء والثواب , ومن لم يات به كان مشركا .
إن أهم ما يقتضيه توحيد الألوهيه التسليم التام للكتاب والسنة
فلابد من :
اولا
توحيد الله سبحانه بالعبادة والخضوع والطاعة
وبهذا تتحقق شهادة ان لا إله إلا الله
ثانيا
متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإذعان لما أمر به ونهى عنه
وبهذا تتحقق شهادة أن محمد رسول الله .
هذان أمران لا نجاة للمسلم إلا بهما
فإنه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم
أي سلم لنصوص الكتاب والسنة ولم يعترض عليها بالشكوك والشبه والتاويلات
ولم يعارضهما برأيه
قال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65 إن مبنى العبوديه على التسليم وعدم الاسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامروالنواهي والشرائع
ولهذا كان سلف الأمة الذين هم خير القرون كافه لا يسألون رسول الله لما أمر الله بكذا ولما نهى عن كذا ؟
لعلمهم ان ذلك يتنافى مع الإيمان والاستسلام
ولعلمهم أن الإسلام لايكون إلا بالتسليم
إن أهم ما يقتضيه توحيد الألوهيه
هو اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتناب أي ابتداع
فالله يريد أن نعبده كما شرع لا بالأهواء والبدع
فمن أراد غير الله فهو إلى باطل
و من أراد الله لكنه ابتغى إليه طريقا غير طريقه فهو على باطل.
أساليب القرآن في الدعوة إلى توحيد الألوهيه:
يسلك القرآن الكريم إلى هذا المطلب الأعظم أساليب متعددة منها :
1- التنديد بما يتخذ الناس ألهه من دون الله
واظهار حالها من العجز الشنيع والفقر البالغ
كقوله تعالى {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }النحل20
وقوله تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ }النحل73
وقوله تعالى { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ }الزمر382-التشنيع بحال العابدين لهذه الألهه الباطلة ورميهم بالضلال والسفه
حيث رضوا لأنفسهم أن يعبدوا ما لايسمع ولايبصر
مثل قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام في خطابه لقومه
{أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء67
وقوله تعالى {قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الأنبياء54
وقوله عزوجل {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }الأحقاف53-
تصوير ما سيكون يوم القيامة بين العابدين والمعبوديين وبين الأتباع والمتبوعيين من التبرؤ والمعادة وتنصل المعبودين من جناية هؤلاء العابديين وإنكارهم أن يكون لهم يد في اضلالهم وشركهم
يقول الله عز وجل في سورة البقرة
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }البقرة167
4- انفراده سبحانه بما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا ذلك لأن الإله يجب أن يكون كاملا حائزا لجميع صفات الكمال فإن النقص مناف للألهيه
{وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }البقرة163